صل كلمة حيفا غير واضح، فمنهم من يقول أنها مشتقة من الكلمة العبرية
חוֹף (حوف، ومعناها الساحل)، أو חוֹף יפה (حوف يافيه، أي الشاطئ الجميل)،
أو من جذر الفعل العبري ח-פ-ה (والجذر العربي النظير هو خفي) أي "المدينة
الخافية". الحجاج المسيحيين في العصور الوسطى (والصليبيون من بعدهم) كانوا
يسمون القرية «كايفاس» (Caiphas) أو «كايفا» (Caifa). يعتقد المسيحيون أن
الاسم مشتق من «كايافاس» (Caiaphas)
الأسقف الأعلى لأورشليم في وقت
المسيح،
أو من الاسم الآرامي للقديس بطرس (כיפא أو كيفا). بالإضافة إلى ذلك،
الاسمين سايكامينون (Sycaminon) أو سايكامينوس (Sykaminos) ومعناه
"الفراولة البرية" يستخدمان أيضا. البعض يقول أن كلمة حيفا
عربية أصلها من «حف» بمعنى شاطئ، أو الحيفة بمعنى الناحية. وذات الحيفة من مساجد النبي محمد بين المدينة وتبوك.
مدينة حيفا تذكر بهذا الاسم في
التلمود إلى جانب مدن رئيسية أخرى في
الجليل والكرمل (
بيسان،
طبعون وغيرها). ويذكر التلمود السكان اليهود في حيفا كما أن لفظهم للغة
العبرية يختلف عن اللفظ العادي حيث يلفظون الحاء كالهاءوالعين كالألف.
[عدل] حيفا عبر التاريخمنظر من حيفا
في أوائل القرن العشرين كانت أكثر المدن الفلسطينية ثقافة ورفعة.
واستوطن في المدينة عبر العصور جماعات مختلفة من عرب وأرمن ويونان وفارسيين
وألمان وهنود، كما شجع
ثيودور هرتسل اليهود على الاستيطان فيها.
في
نكبة عام
1948 م، طُرِد وهُجِّر غالبيّة سكان حيفا العرب منها فاستحالوا لاجئين حيث لم
يسمح إلا للقليل منهم بالعودة إلى مدينتهم، في حين صادرت دولة إسرائيل
البيوت العربية التي هجَِرت من أهلها. هذا وما زال سكّان حيفا العرب يعانون
من المحاولات المتكرّرة لطمس التاريخ والماضي العربي وللتهويد الكلي
للمدينة؛ وهو ما نراه في عمليات الهدم الجارية في حي وادي الصليب، وفي
تغيير اليافطة الموجودة في مدخل حي وادي الجمال لتحمل الاسم العبري "عين
هايام" بأحرف عربية، وفي إهمال البلديات للأحياء العربية القديمة كالحليصة
والمحطّة وما إلى ذلك.
[2] بالإضافة إلى كل ذلك، فلم يتم بناء أي حي عربي جديد في حيفا منذ 1948، في حين تمّ بناء المئات من الأحياء اليهودية.
[2] ويعتبر السكان العرب الذين بقوا اليوم من أنشط الجماعات الداعية إلى
المساواة في إسرائيل، كان من بينهم الكاتب إميل حبيبي، المؤرخ اميل توما،
الكاتب بولس فرح، المحامي الأرض حنا نقارة، والقائد توفيق طوبي.
[عدل] حيفا في العصور القديمةما زال الغموض يكتنف نشوء المدينة، إذ لم يستطع المؤرخون تحديد الفترة
الزمنية التي نشأت فيها المدينة، رغم أن معظم الحفريات الأثرية تشير إلى أن
مناطق حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، كانت أحد أهم المناطق التي أقام فيها
الإنسان حضارته، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز، ومناخها المعتدل وخصوبة
أرضها، ووفرة المياه فيها، وقد تبين من خلال الاكتشافات الأثرية في المدينة
أنها كانت من المدن التي استوطنها الإنسان منذ أقدم العصور.
[عدل] الحكم العربي الإسلاميتم فتح حيفا في عهد الخليفة الأموي
معاوية بن أبي سفيان، وذلك على يد قائده
عمرو بن العاص عام 633 م، ونتيجة
لذلك بدأت القبائل العربية بالاستقرار في بلاد الشام، وعلى وجه الخصوص في
مناطق الساحل الفلسطيني، ومن أهم القبائل التي استقرت في منطقة حيفا قبيلة
بن عامر بن لام في سهل مرج ابن عامر، وقبيلة بن لام في منطقة كفر لام،
وبقيت حيفا جزءا من الدولة الإسلامية طيلة العهد الأموي والعباسي.
[بحاجة لمصدر][عدل] حيفا في عصر الغزو الفرنجي (الحروب الصليبية)ضعفت
الدولة العباسية في أواخر عهدها، وعجز الخلفاء في السيطرة على أجزاء الدولة الإسلامية
المترامية الأطراف، الأمر الذي أدى إلى تمرد بعض الولاة وإعلان قيام
دويلاتهم المستقلة عن الدولة الأم، وهو ما يعرف في التاريخ بعصر الدويلات،
وقد ترتب على ذلك زيادة في ضعف الدولة الإسلامية وتشتتها وفرقتها، مما حدا
بالدول الأوروبية إلى إظهار مطامعها بأملاك الدولة الإسلامية من خلال
محاولاتها السيطرة على أجزاء من أراضى هذه الدولة بحجة حماية المناطق
المقدسة، وقد أدت هذه الأطماع إلى القيام بعدد من الحملات. ومع بدء الحملة
الأولى على الشام بقيادة "جود فري" سقطت حيفا بيد الفرنجة عام 1110م على يد
"تنكريد" أحد قادة هذه الحملة.
[عدل] حيفا في العهد العثمانيانتقلت حيفا إلى
العثمانيين في عهد سليم الأول 922هـ – 1516م. وقد أشير إليها في مطلع العهد بأنها
قرية في ناحية ساحل عتليت الغربي التابع لسنجق (لواء) اللجون، أحد ألوية
ولاية
دمشق الشام.
بدأ العثمانيون منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر يعمرون ببطء، وذكرت
دفاتر التمليك (الطابو) أن قرية حيفا كانت ضمن قطاع آل طرباي الذين أصبحوا
يعرفون باسم الأسرة الحارثية في مرج ابن عامر 885 – 1088هـ / 1480- 1677م.
وشهد العهد العثماني بناء الكثير من معالم حيفا المعمارية،
كمسجد الإستقلال وضريح الباب.
[عدل] الاستيطان الألماني في مدينة حيفابدأ هذا الاستيطان 1868م، من قبل مجموعة عائلات ألمانية قادمة من جنوب غرب
ألمانيا،
وقد أقام هؤلاء مستوطنة لهم في القسم الغربي من المدينة، حيث زودوها بكل
وسائل الرفاه والتنظيم، فأقاموا المدارس الخاصة بهم وعبدوا الطرق وبنوا
الحدائق، ووفروا كل مرافق الخدمات العامة فيها، ونتيجة لذلك بدأ عدد سكان
المستعمرة في التزايد. وتلاحق بناء المستوطنات الألمانية في منطقة الساحل،
حيث أقيمت مستعمرة ثانية عام 1869م في حيفا، ثم مستعمرة ثالثة بجوار
سابقتها أطلق عليها اسم شارونا، وقد مهدت هذه المستوطنات في النهاية إلى
إقامة أول حي ألماني على الطراز الحديث في المدينة، وهو حي "كارملهايم" في
جبل الكرمل.
لا شك أن الألمان ساهموا في تطور مدينة حيفا، من خلال ما جلبوه من وسائل وأساليب زراعية حديثة.
عدل] حيفا في عهد الانتداب البريطانيبعد خروج بريطانيا منتصرة من
الحرب العالمية الأولى عام 1918م، أصبحت فلسطين خاضعة لانتداب البريطاني الذي أقيم على أساس
وعد بلفور الذي وعد الحركة
الصهيونية بإقامة "وطن قومي" يهودي في فلسطين وطرد سكانها الأصليين العرب. في
السنوات الأولى من فترة الانتداب شجعت سلطات الانتداب الهجرة اليهودية إلى
فلسطين وسهلت عليهم إجراءات شراء الأراضي في منطقة الانتداب. غيرت السلطات
البريطانية سياستها في فترة لاحقة، ولكن عدد السكان اليهود في مدينة حيفا
كان أقلية في بداية أربعينات القرن ال-20. وقد بلغ عدد التجمعات اليهودية
الجديدة التي أقيمت في قضاء حيفا خلال فترة الانتداب 62 تجامعا سكنيا.
وأصبح اليهود أكثرية في حيفا بعد طرد سكانها الأصليين العرب بعد نكبة الشعب
الفلسطيني عام 1948.
في
خطة تقسيم فلسطين من
1947 وقعت حيفا ضمن حدود الدولة اليهودية الموعودة حيث قررت لجنة الأمم المتحدة أن تكون المدينة الميناء الرئيسي لهذه الدولة. وفي
21 أبريل 1948 أبلغ الحاكم العسكري البريطاني العرب قرار الجلاء عن حيفا في حين كان قد
أبلغ الجانب الصهيوني بذلك قبل أربعة أيام وكان هذه الإعلان إشارة لبدء
القوات
الصهيونية خطتها في الاستيلاء على المدينة.